عنوان الكتاب : مناهج الدراسة الجامعية وآفاق البحث والتكوين

المؤلف، : الدكتور محمد خروبات

الناشر : مطبعة شمس برينت - سلا - المغرب

الطبعة : الأولى

الطبعة : 2019-10-31

عدد الصفحات : 391

عدد المجلدات : 1

رقم المجلد : 1

فئة الكتاب : مناهج الدراسة الجامعية

وصف الكتاب :

 

بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،

 أما بعد :

   فنزف للباحثين إصدارنا الجديد بعنوان ( مناهج الدراسة الجامعية وآفاق البحث والتكوين) ، آملين أن ينفع الله به كما نفع بغيره ، وقد حان وقته وحل أجله بعد أن كان محاضرات ومشاركات ومساهمات مفرقة هنا وهناك بحسب طبيعة المناسبات .

   الزمن يتقارب ، والعمر تُطوى سنواته بطريقة مدهشة ، وتجربة التعليم والتكوين في الجامعة تتقلص أكثر من أي وقت مضى ، لكن المدة التي تَصَرَّمتْ من العمر كفيلة بمد اللحظة الحالية بتجربة وافية في مصاحبة البحث العلمي من جهة المناهج والمعارف ، وطرق التلقين والتدريس ، وممارسة التوجيه الأكاديمي والإرشاد التربوي ،والمساهمة في وضع المقررات والبرامج الدراسية مع مراجعتها بين الحين والحين ، ومتابعة النصوص التشريعية لإصلاح لم يتوقف، ومع الأستاذ والطالب والإدارة من جهة ، والمحيطين الوطني والدولي تتحرك عملية البحث العلمي في ربطه بالتنمية الشاملة ، وهو ربط يتأرجح بين الواقع والطموح ، بين الوفاء للالتزامات التشريعية ومراعاة الإمكانيات المتاحة والقدرات الذاتية ، بين الثوابت الثقافية الدينية والوطنية والمتغيرات الظرفية والتحولات الإقليمية والدولية .

    لست في حاجة إلى الكلام عن العلوم والمكتبة ، وعن المنهج والمعرفة ، وعن طرق البحث وأساليب التدريس ، وعن التوجيه والتكوين ، كما أنني لست في حاجة إلى بسط الكلام عن الجامعة ومكوناتها ، والشعبة وبرامجها ، ومستويات التعليم الجامعي في التخصص الذي ننتمي إليه لسبب واحد هو أن هذا الكتاب يعكس كل ذلك وزيادة ، فنظرة سريعة في أبوابه الستة ، مع ما تتضمنه هذه الأبواب من فصول تكشف عن مضامين ما تقدم ، لكن الذي أريد أن أنبه عليه هو أن الكلام في هذا الموضوع لا يتوقف ، قد تتوقف مسيرة الباحث الأكاديمي لكن مسيرة البحث والتكوين والتعليم تبقى مستمرة ، وهو استمرار لا يأتي من الفراغ بل يبنى على الجهود السابقة ، لهذا السبب تكلمنا في قضايا مضت ، وأخرى معمول بها حاليا ، وحتى كتابة هذه السطور فقد توصلنا بأخرى للعمل بها في المستقبل ، أعني بذلك “مشروع الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الباكلوريوس” ، وهو مشروع بُني على المشاريع السابقة ، والتي تم العمل بها في الجامعة المغربية ، الجديد ينطلق من القديم ، والقديم يعود في حلة جديدة ، وهكذا .

      لم تنبع محتويات هذا الكتاب من التفكير المجرد ، أو التحليل المعلق ، إنها محتويات نبعت من التجربة العملية ، فأغلبها – كما ذكرت آنفا- محاضرات موجهة للطلبة والباحثين ، بعضها مسجل في موقع جامعة القاضي عياض بعنوان “مناهج الدراسة الجامعية” ، برنامج MOOC ، وبعضها في دورات تكوينية وورشات علمية تخصصية ، وبعضها محاضرات مفتوحة لجميع الطلاب من مختلف التخصصات ، كما أن بعض هذه المحتويات هي بحوث علمية مُحكمة تمت المشاركة بها في دوائر البحث العلمي ، وبعضها منشور في مجلات علمية محكمة ، وبعضها منشور في المواقع العلمية الأكاديمية على الشبكة العنكبوتية .

” مناهج الدراسات الجامعية ” هي مادة من المواد المقررة للتدريس في الجامعة ، الهدف منها هو تمكين الطالب من معرفة خصوصية الثقافة الجامعية من الناحية المنهجية ، وتوجيهه نحو اكتساب مهارات التواصل العلمي المنهجي مع التراث الإسلامي ، وتزويده بقواعد البحث العلمي وطرائق التحصيل الجامعي ومسائل الضبط والاستيعاب ، وتدريبه على كيفية استفادة المعلومة العلمية من مصادرها ، والتمكن من التعامل معها تعاملا علميا ، وتدريبه على طرق التصنيف والتأليف من حيث القراءة والمطالعة والجمع والترتيب والتحرير ، وحثه على اكتساب خصلة الصبر والتأني ، ومعاودة القراءة مع الاجتهاد والجدية والمثابرة ، والتحلي بأخلاق وآداب البحث العلمي ، ومساعدته على كيفية اختيار الموضوع ، ووضع خطته ، وفهارسه ، وحواشيه ، ومقدمته ، وخاتمته مع إنجاز الأبواب والفصول والمباحث والمطالب الضرورية ، وتعيين المصادر الأصلية التي يرجع إليها الطالب لضبط اللغة والمصطلحات الفنية والأعلام والشواهد، وتلقينه المعارف الضرورية بحقائق بعض الموضوعات والعلوم  والقضايا المنهجية .

  البحث العلمي هو طريق للتقدم العلمي ، لا تقدم علمي من دون بحث علمي ، الدول التي هي في صف التقدم هي التي تكتسب الريادة في مجال البحث العلمي، وهذا الذي يجعل منها قِبلة للباحثين والدارسين ،أما خطط النجاح فتتمثل في التخطيط ، ووضوح الرؤية، وضبط الأهداف والمخرجات، ورصد الحاجيات ، وترتيب الأولويات، بالإضافة إلى التفكير في التكتل العلمي والمعرفي ، والمقصود بالتكتل التعاون بين المؤسسات على إنجاح العمل التربوي والتكويني المشترك ، ووضع كل هذا في ميزان الوسطية والاعتدال .

 لم أضمن في هذا الكتاب كل ما يجب ذكره في الموضوع فمازالت بعض القضايا التي تخص البحث العلمي في حاجة إلى بسط ومعالجة ، وبعضها محرر ومنشور على الموقع الأكاديمي ، والبعض الآخر قيد التحرير والمتابعة ، فلعلنا نعتني بها في عمل قادم إن شاء الله ، والحمد لله رب العالمين .