بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد باسم اللجنة المنظمة لهذه الندوة المباركة، أرحب بالمشاركين فيها. فمرحبا بكم جميعا أساتذة وباحثين وأستاذات وباحثات.
قطعتم المسافات وعبرتم عن ذلك الصدق الذي يحمله الباحث الأكاديمي في خدمة العلم والمعرفة، وكنتم الصورة المثالية للتضحية والبذل في سبيل ذلك.
أيها الحضور الكريم لقد يسر الله عز وجل اختيار موضوع الأمن الروحي محورا أساسيا لندوتنا المباركة هذه، وهو الموضوع المتداول على الألسن والمبثوت في صفحات المجلات والجرائد، بل وتسرب إلى الدراسات والأبحاث، وكذا وثائق الإدارة وقرارات المحاكم وأحكامها.
واستعمل استعمالات متباينة الانتماء ومختلفة المرجعية ومتعددة الفهوم، استعمله الأمني والسياسي والإعلامي والفقيه والباحث الأكاديمي في علم الاجتماع والسياسة والعلوم الشرعية والدراسات الإسلامية.
لكن دلالات هذا المفهوم بقيت خفية محتملة لمعاني كثيرة فيها الظاهر والباطن والمعلن والمضمر، مما يجعل هذا الدال اللغوي التواصلي المعاصر معرضا للاستعمال المغرض فكريا وسياسيا وإيديولوجيا. وهذا يدعو بطبيعة الحال إلى النبش في ثنايا وخفايا هذا المصطلح، قصد توحيد الرؤية فيه أو تريب الرؤى حوله.
وهذا لن يتأتى إلا بالدراسة العلمية الموضوعية له، وتسليط مجهر البحث العلمي الأكاديمي عليه وتشريح مكوناته وفهم علاقاته الداخلية والخارجية، والإحاطة بإشكالياته وآفاقه.
وقد أخذت مجموعة البحث: مناهج الاستمداد والاستدلال من القرآن والسنة وتطبيقاتها المعاصرة، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض، مراكش، على عاتقها هذه المسؤولية العلمية البحثية. وجعلت موضوع الأمن الروحي محورا للبحث، وفتحت المجال أمام المتخصصين والمهتمين والباحثين من مختلف التخصصات العلمية.محترمة الشروط الأكاديمية للندوات العلمية، فتقاطرت البحوث والدراسات من مختلف المواقع الجامعية داخليا وخارجيا: من تطوان وفاس ووجدة ومكناسة الزيتونة وأكادير والرباط وبني ملال ومن الشقيقة الجزائر ودولة فرنسا، ومن مختلف التخصصات العلمية: الدراسات الأدبية والعلوم السياسية والدراسات الإسلامية والدراسات الاجتماعية والقانونية. مما يعبر على أن قلق السؤال وهم البحث في هذا الموضوع يتقاسمه معنا باحثون أكاديميون آخرون.
وبعد التداول والتحكيم أسفرت النتائج على هذه النخبة من البحوث المتميزة موضوعا ومضمونا ومنهجا، تناولة الموضوع من مختلف جوانبه، وإن كان الأمر يستدعي المزيد من الدراسة والبحث والتدقيق، لتعبر الجامعة عن فعاليتها وأهميتها في خدمة قضايا الأمة والوطن، وليعبر الباحث الأكاديمي عن انخراطه في قضايا محيطه الاجتماعي والديني والسياسي.
إن الجامعة تتحمل مسؤولية تاريخية وأمانة حضارية في رعاية الأمن الروحي للمغاربة وفي صيانة مميزات سلوكهم الديني المعتدل وفي الحفاظ على الانسجام الروحي والثقافي والفكري لمكونات ه ذا المجتمع. وهذا لن يتأتى إلا بالدراسة العلمية الموضوعية والفهم السليم المبني على البحث الأكاديمي القويم المتوسل بالوسائل التقنية والعدة المنهجية المناسبة والمتطورة والمتجددة والمواكبة.
وفي هذا الإطار تأتي هذه الندوة الوطنية المباركة التي تروم بيان الأدوار المعرفية والفكرية والسياسية للجامعة المغربية في الحفاظ على الأمن الروحي للمعاربة وفي صيانة هويتهم الثقافية والدينية.
ونذكر أساتذتنا الكرام وأستاذاتنا الكريمات وكذا هذه النخبة من الباحثين الأفاضل والباحثات الفاضلات بأهم أهداف الندوة وهي:
- التعرف على مقومات الأمن الروحي الدينية والتاريخية والسياسية بالمملكة المغربية.
- إدراك سبل صيانة الأمن الروحي والحفاظ على الهوية الثقافية في الوقت المعاصر.
- التعرف على مستجدات العصر وتأثيرها على الأمن الروحي للمغاربة.
- التعرف على سبل درء المهددات والأخطار المتربصة بهذا الأمن الروحي للمغاربة.
- التعرف على مظاهر مساهمة الجامعة المغربية في هذه الهموم الدينية والفكرية والمعرفية المذكورة سابقا.
- التفكير في صياغة مشروع علمي أكاديمي يرسم المسالك الإجرائية لانخراط الجامعة المغربية في هذا الهم الوطني والحضاري.
كما نضع بين أيديكم أهم الإشكالات العلمية الأكاديمية التي سيعكف على مدارستها وتداول الرأي حولها بين المشاركين والمشاركات، وهي كالتالي:
- ماهي مقومات الأمن الروحي الدينية والتاريخية والسياسية بالمملكة المغربية؟
- ما هو تأثير مستجدات العصر على الأمن الروحي للمغاربة المقيمين والمهاجرين؟
- ما العلاقة الرابطة بين الأمن الروحي والهوية الثقافية للمغاربة داخل الوطن وخارجه؟
- كيف يمكن للجامعة المساهمة الجامعة المغربية في حماية الأمن الروحي للمغاربة؟
وإن كانت هذه الندوة تجل من تجليات هذه المساهمة، ومعلوم أن فضاء البحث العلمي هو فضاء للتفكير في الإشكاليات العلمية ومقاربتها وبلورة مشاريع بحثية وتكوينية، وهذا ما ننتظره من هذه الندوة المباركة ومن المشاركين فيها، والأمل معقود على مخرجاتها.
مرحبا بكل ضيوفنا الكرام، نسأل الله لكم التوفيق والسداد في مناظرتكم العلمية هذه. كما نتوجه بالشكر لكل من أسهم من قريب أو بعيد في إنجاح أشغال هذه الندة المباركة
- وعلى رأسهم السيد رئيس جامعة القاضي عياض الذي ألفنا فيه دعم كل تظاهرة علمية هادفة، ونشكر ممثله في هذه الجلسة الافتتاحية الأستاذ الدكتور بلعيد بوكادير، نائب رئيس جامعة القاضي عياض المكلف بالشؤون البيداغوجية والإدارية،كما نتقدم بالشكر للسيد عميد كلية لآداب والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور عبد الرحيم بنعلي، بارك الله فيه على جهوده المبذولة في خدمة العلم والمعرفة.
- كما نتوجه بالشكر للشركاء الأكاديميين لمجموعة بحثنا: فريق البحث وتكوين الدكتوراه: “الفكر الإسلامي المعاصر وقضايا المجتمع والبيئة في العالم المتوسطي في شخص رئيسها الأستاذ الدكتور العربي بوسلهام، الذي سيبين في مشاركته العلمية الأدوار المنتظرة لشعبة الدراسات الإسلامية في خدمة الأمن الروحي للمغاربة. كما نتوجه بالشكر للمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بباريس فرنسا، في شخص مديره الإداري السيد عبد السلام حفيظي، الذي سيضيء لنا معالم قضية الأمن الروحي في امتداداتها خارج أرض الوطن عند المغاربة والمسلمين المقيمين بأوروبا.
- كما نشكر اللجنة التنظيمية على مجهوداتها لإنجاح هذه التظاهرة العلمية.
- كما نوجه شكرا خاصا لمهندس هذه الندوة العلمية الدولية الأستاذ الدكتور محمد خروبات رئيس مجموعة البحث.
- شكر الله لكم جميعا جهدكم وتضحياتكم ووفقكم الله لكل خير.
- وأنتم الكرام فغظوا الطرف عن كل تقصير أو نقص فيما يليق بمقامكم، وأنتم أهل الفضل فصير جميل.
- والله الموفق لسبل الرشاد والحمد لله رب العالمين.
- منسق الندوة الدكتور سعيد النكر