كلمة الإشراف على رسالة (أجوبة الحضيكي :دراسة وتحقيق ت 1189م) لرشيد اليزيدي[1]
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد :
السيد رئيس الجلسة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأجزل الشكر إلى لجنة المناقشة ، وهي لجنة اجتمعت فيها صفتان : الأولى أنها لجنة فاحصة ، فحصت هذا العمل، وتعبت في قراءته وتقويمه ، وها هي اليوم تجتمع لمناقشته ، وإذا جمعنا بين الجهدين أدركنا الجهد الثقيل الذي تأخذه رسالة جامعية واحدة من الأستاذ الباحث فما بالك إذا اجتمعت عليه عدة رسائل للفحص والمناقشة ولا أتكلم عن الإشراف .
أشكر أولا رئيس الجلسة الدكتور ابراهيم رضا الذي رضي بمشاركتنا في مناقشة هذه الرسالة وكل الرسائل، فإنه لا يتردد في كل لحظة في الاستجابة للطلب العلمي ، وكنا نجده دائما بجانبنا ، فجزاه الله خيرا.
وأشكر فضيلة الدكتورعبد الكريم عكيوي ، الكريم بخصاله وطبعه وحسن استجابته ، وقد حج إلينا من كلية الآداب بأكادير ، جامعة ابن زهر، جعل الله ذلك في ميزان حسناته .
وأشكر فضيلة الدكتور سعيد النكر الذي نجده دائما بجانبنا في سراء البحث العلمي وضرائه ، وهو يؤنسنا دائما بآرائه وتصويباته ، ولا أفشي سرا إذا قلت بأن هذه الرسالة الماثلة أمامكم اليوم روجعت مرتين وطبعت مرتين في ضوء ملاحظاته التي أطلعني عليها ، وقد أعاد الطالب عمله في ضوء الملاحظات العلمية التي قدمت إليه .
كما أشكر فضيلة الدكتور عبد الحق الأزهري رئيس المجلس العلمي لشيشاوة ، فقد كان خادما للعلم والمعرفة في هذه الكلية المباركة يوم كان بها طالبا ، نسعد به وبخبرته ، والجامعة لا تتنكر لأفلاذ أكبادها .
أيها السادة الأساتذة والحضورالكرام :
العمل الموجود بين أيديكم اليوم مجاله التحقيق ، وتدركون جيدا قيمة تحقيق المخطوطات العلمية التي تنتمي لتخصص تكوين الدكتوراه ، فالتحقيق إخراج المفقود إلى الوجود ليصبح كتابا مرجعا وقد يكون مصدرا من مصادر المعرفة الشرعية، إنه ميلاد جديد تسعد به ” الأسرة العلمية ” ، والعمل في صيغته الحالية مازال جنينا ، إنه يكتمل شيئا فشيئا ، حين يُناقش ويُراجع من جديد في ضوء الملاحظات ويُطبع يصبح مولودا له حق الإرث ، والإرث هنا بالمعنى الذي حدده أبوهريرة رضي الله عنه في حديثه للصحابة إنه ( ميراث محمد يوزع في المسجد) .
قيمة الطالب المُحقِّق بحسب قيمة المخطوط المُحقَّق ، كلما كانت للمخطوط قيمة علمية كلما كان الطالب المُحقِّق يحظى بقيمة علمية عالية ، ولذلك فالقضية ترجع إلى حسن الاختيار وسلامة الانتقاء ، بعض الطلبة ممن لم يسبق لهم التعامل مع المخطوطات فبمجرد أن يظفر بأول مخطوط يقدمه للتحقيق ويسجل اسمه عليه ، بخلاف من لهم مصاحبة للمخطوطات ولهم تجربة سابقة ولو بعامل الاهتمام والفضول العلمي فإنه يقلب في أشكال المخطوط وأنواعه ليقدم ما يصلح ، ليست كل المخطوطات تصلح للتحقيق فبعضها إن بقي على حاله أحسن من أن يخرج محققا ، لا فائدة تُرجى منه ، ولا يفيد في شيء ولربما إن خرج شوش وأحدث البلبلة في الفكر والثقافة ، ليس كل مخطوط هو نافع لكونه مخطوطا فالمصادر التي نعتمدها اليوم في جل مناحي الثقافة الإسلامية : علوم قرآن ، تفسير، حديث ، لغة ، فقه ، أصول ، عقيدة ..كلها كانت مخطوطة ، وخرجت إلى الوجود بعامل جودة الانتقاء وحسن الاختيار وسلامة التفتيش والتقويم ، ومن هنا فإننا نطالب الطالب المحقق بتقويم المخطوط قبل تحقيقه ، أما التقويم بالسلب بعد التحقيق وأثناء الدراسة فلا يجدي نفعا ، وهو يتحمل المسؤولية العلمية كاملة ، لذلك قلت : إن قيمة المُحقِّق هي بحسب قيمة المُحقَّق .
أمامنا اليوم مخطوط قُدم محققا لنيل شهادة الدكتوراه ، وهو بعنوان ( أجوبة الحضيكي : دراسة وتحقيق) ، والحضيكي هو محمد بن محمد بن سليمان ، ينتمي زمانا إلى القرن الثاني عشرالهجري ، فقد كانت وفاته سنة 1189هـ ،وينتمي مكانا إلى منطقة سوس ، سوس العالمة كما وصف محمد المختار السوسي عليه رحمة الله ، وليس بدعة أن يكون جل أعضاء هذه اللجنة من هذه المنطقة، وتكفي في الشيخ الحضيكي شهادة محمد المختار السوسي الذي وصفه بقوله : ( أحد مفاخر سوس) ، أما الأجوبة المذكورة في العنوان فهي أجوبة في الفتاوى والنوازل الفقهية التي اشتهرت عند علماء المالكية في الغرب الإسلامي وتحديدا في المغرب الأقصى ، ومن هنا فإننا نسعد بخروج هذه اللبنة إلى الوجود لتكمل الفائدة بها في جانب الفتاوى وفقه النوازل وفي الفقه المالكي عامة ، وقد قام الطالب الباحث رشيد اليزيدي بتحقيقه ودراسته ، وفعل ما عليه في هذا الجانب ، والكلمة تبقى لكم أعضاء اللجنة الموقرين في تصويب هذا العمل وإفادة الطالب بما أفاء الله عليكم من الفهم والعلم ليخرج هذا العمل في حلته المطلوبة ، وقد وضع الطالب بين يديكم نسخة من المخطوط مرفقة مع عمله حتى تتيسر المتابعة وتتحقق المقابلة ، وهذه المرة ليس بين النسخ كما فعل بل المقابلة بين المخطوط وعمله ، أرجو من الطالب أن يهيء سطره لتدوين الملاحظات ويفتح صدره لمجمل الانتقادات والتصويبات .
وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه ، والحمد لله رب العالمين.
………………………………………………
[1] – نوقشت الرسالة بتاريخ 28 فبراير 2020م بمدرج المحاضرات بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بمراكش.
Scroll To Top
جزاكم الله عنا أفضل الجزاء شيخي وأستاذي الدكتور سيدي محمد خروبات أنتم القدوة والنبراس لنا في كل المجالات بكم نتأسى وعلى دربك نسير جعل الله هذا العمل ذخرا لكم وجعله في صحائف أعمالكم يارب العالمين أنار الله دربكم
وفقكم الله وسدد خطاكم
بارك الله في مجهوداتكم.. هل الرسالة مطبوعة؟ وكيف يمكنني الحصول عليها؟