في وفاة عالمين من علماء الحديث : واحد من المغرب والآخر من المشرق
عالمان من علماء الحديث النبوي الشريف انتقلا إلى جوار ربهما ، أحدهما من المغرب والثاني من المشرق.
يقولون : عالمان من علماء العالم الإسلامي قُبضا في عام واحد ، أحدهما من المغرب وهو الحافظ ابن عبد البر القرطبي الملقب بحافظ المغرب ، والثاني الحافظ الخطيب البغدادي الملقب بحافظ المشرق ، قُبضا في سنة 463هـ.
تتكرر الواقعة مع أستاذين جليلين ، وعالمين من علماء الحديث ، فمن المغرب أستاذنا وأستاذ الأجيال الدكتور محمد الراوندي الذي أخذت عنه شطرا من علم الحديث في دار الحديث الحسنية لما يقرب من سنتين ، سنة 1986 و 1987 ، تميز الدكتور الرواندي رحمه الله بخطة متميزة في التدريس ، وهي دراسة مقدمات المصادر العلمية ، وهي الخطة التي استفدتها منه وعملت بها في دراسة المصادر التي ترجمت لأبي حاتم الرازي ، وقد حصرتها في ثمانية أنواع كما هو مبين في المبحث الأول من الفصل الأول من الباب الثاني ضمن الجزء الأول .
برز الدكتور الرواندي في التدريس وفي تولية المهام الإدارية المرتبطة بالشأن الديني ، فهو وإن كانت مؤلفاته قليلة فإنه كوَّن أجيالا ، وأعدَّ علماء أغلبهم يتحملون مسؤولية المهام العلمية داخل الدولة ، كان رجلا محبا للعلم وأهله ، وقد سُر يوما حين أخبرته بأنني درست عليه في دار الحديث الحسنية ، وأنني استفدت منه تلك الخطة المنجية ، فكان رحمه الله يكلمني بالهاتف بين الحين والحين تواضعا منه ، كانت وفاته رحمه الله يوم الإثنين 14 ذي القعدة 1441هـ الموافق 6 يوليوز 2020م .
وأما العالم الثاني فمن المشرق العربي ، فقد نعت جامعة دمشق وكلية الشريعة ، وكذا مدرسة الحديث العراقية نبأ وفاة العلامة المحدث الدكتور نورالدين عتر الذي وافته المنية في دمشق اليوم الأربعاء 6 من صفر 1442هـ الموافق ل 23شتنبر 2020م.
من منَّا لا يعرف الدكتور نورالدين عتر وكتابه ( منهج النقد في علوم الحديث) ، هذا الكتاب الذي نهل من معينه جيل من الأساتذة الباحثين في العالم الإسلامي وغير العالم الإسلامي ، ناهيك عن مؤلفاته وإصداراته الأخرى .
كان رجلا تقيا ، لا يقدم إلا معرفةً من عرق جبينه ، عاش وفيا للأمانة العلمية ، أنموذجا في التحلي بالأمانة العلمية والرصانة المنهجية والتوليدات المعرفية في خدمة السنة النبوية.
قُبضا في هذه السنة ، رحمة الله عليهما رحمة واسعة ،
( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ، وأولئك هم المهتدون)
Scroll To Top