ما علاقة علم الحديث بالمجتمع ؟
سألني الطالب النجيب عن علاقة “علم الحديث” ب “المجتمع” فأكبرته وأجبته .
أكبرته لأننا بهذا السؤال تجاوزنا حصر العلم في القضايا العلمية البحثة التي يعرفها البعض ويجهلها آخرون ، العلاقة المجتمعية هي أكبر من العلاقة العلمية من دون أن تنفصل هاته عن تلك .
وأجبته ، لأنني أعلم بأن جوابه ليس استنكاريا ، لم يستنكر العلاقة بين علم الحديث والمجتمع كعادة من يقول : فيماذا يفيد هذا العلم المجتمع اليوم ؟ وهو استنكار مردود كالذي ينكر العلاقة بين مياه الأمطار ومياه الأنهاروالآبار، هكذا علم الحديث ، فعلم الحديث أعطى الحديث المقبول ( الصحيح والحسن) ، والحديث المقبول أعطى السنة النبوية ، والسنة أعطت المجتمع السني ، فعلم الحديث له علاقة بالمجتمع السني وحده ، لا وجود لمجتمع سني من دون سنة ، ولا وجود للسنة من دون حديث ، ولا وجود للحديث من دون علم الحديث .
تنتفي العلاقة بين علم الحديث والمجتمع السني حين يتخلى المجتمع عن سنيته ، ومع ذلك تبقى العلاقة قائمة ، لأن علم الحديث وما تولّد عنه يبقى مجالا للبحث والدرس ولربّما للطعن والتشكيك كما فعل ذلك المستشرقون ومن جرى مجراهم .
لهذا نقول : إن العلاقة بين علم الحديث والمجتمع السنّي هي علاقة علمية ، أما علاقة علم الحديث بالعلوم الأخرى وتأثيره فيها فهذا مجاله خصب وواسع ، وليس هذا أوانُ بحثه وبيانه ، فليُعلم ذلك ، والحمد لله رب العالمين .