فقه وأصول, مناهج الدراسة الجامعية

المعلمة والبحث العلمي أ.د. محمد خروبات

المعلمة والبحث العلمي

                                                                       د. محمد خروبات ، عضو هيئة التدريس                                                                     بجامعة    محمد الخامس ، أكدال ، أبوظبي

نظمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وجامعة محمد الخامس بأبوظبي ندوة علمية للتعريف ب ( معلمة زايد  للقواعد الفقهية والأصولية ) ،انعقدت الندوة بقاعة المسرح بالطابق الثاني بمقر الجامعة بتاريخ 05/05/2015  شارك فيها سعادة المستشار مدير الجامعة  الدكتور فاروق حمادة ،وفضيلة السيد مدير عام مؤسسة زايد الدكتور أحمد شبيب الظاهري ، والدكتور إحيا الطالب عضو هيئة التدريس بالجامعة والدكتور محمد خروبات ، كان عنوان الندوة هو ( أضواء على معلمة زايد ) ، وفيما يلي نص المشاركة :

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

فلعل أهم ما يبتغيه الباحث من معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية هو كيفية استثمارها في البحث العلمي ، وهو الموضوع الذي يهمنا ويهم الطلبة الباحثين ، إذ كثيرا ما يتقدم الطلبة بسؤال حول كيفية استخدام المعلمة في مجال البحث العلمي ، وهو سؤال مشروع لأنه ينبع من حاجة الطلبة الباحثين ومن قيمة المعلمة العلمية وما تنطوي عليه من الفوائد الغزيرة ، وهي قيمة لا يدركها إلا من تصفح المعلمة واطلع عليها.

كيف نتعامل مع المعلمة على مستوى البحث العلمي الأكاديمي؟

سؤال يجب على كل باحث أن يتقدم به وهو يتلاءم مع ما لأجله وُجدت الموسوعة ، والأمور بمقاصدها ، فالغرض منها هو خدمة البحث العلمي ، ومساعدة الباحثين والدارسين والساسة والإقتصاديين والقضاة والمحامين..

لقد يسرت المعلمة عملية البحث في موضوع القواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية وكل ما يتعلق ببحث موضوع القواعد الفقهية من حيث :

أولا : التنصيص على القاعدة.

ثانيا : تحديد مجالها هل في الفقه أم الأصول أم المقاصد .

ثاثا : تعيين رقمها داخل المعلمة ، فللرقم دلالة الهوية.

رابعا : تعيين القواعد ذات الصلة بالقاعدة.

خامسا : تعريف القاعدة وشرحها.

سادسا : تطبيق القاعدة على موضوعات معينة حتى تتحدد القاعدة أكثر ، ويخدم الموضوع أحسن.

سابعا : دراسة العلاقات والفروق بين القواعد.

المعلمة تيسر عملية البحث العلمي :

تيسير عملية البحث العلمي تتمثل فيما يلي:

أولا : البحث عن القواعد وجمعها وتحديدها وتعريفها وبيان مجالها وتطبيقها ، وهذه العملية التي تكررت الإشارة إليها ليست سهلة ، فإذا أردت أن تعرف ما تقدمه المعلمة من تسهيلات فيمكنك أن تقارن بين وضعية البحث في القواعد الفقهية والأصولية والمقاصدية قبل المعلمة ووضعية بحثها في المعلمة.

ثانيا : تمت عملية البحث بالاستقراء التاريخي وبالفحص والاستنباط الداخلي للمصادر الفقهية والأصولية والمقاصدية، وهي عملية صعبة على الباحث إذا أراد القيام بها بمفرده.

ثالثا : تحتوي المعلمة على ثروة من المصطلحات الفنية والقواعدالفقهية والأصولية والمقاصدية والأعلام والمصادر، وهي أمور تحتاج إلى أن تفرد بأبحاث مستقلة ، أعني أن تتحول المعلمة إلى مجال للبحث العلمي زيادة علة ما تقدمه من معارف وفنون.

رابعا :تقدم المعلمة أنموذجا لكيفية البحث العلمي ، فدارس المعلمة يتعلم كيف يبحث في الموضوعات الفقهية إما باستنباط القواعد من المصادر الفقهية ، وإما بتطبيق القواعد على الموضوعات الفقهية.

خامسا : تقدم المعلمة اللغة العلمية المطلوبة ، والأسلوب العلمي المراد ، فللعلم لغته ، ما أحوج الباحثين والدارسين الجدد إلى المحافظة عليه فالذي أصبح يطغى على بعض  التأليفات الأصولية والمقاصدية اليوم هو اللغة الفلسفية والفكرية التي تعلق الموضوع في التجريد.

سادسا : ضربت المثل الأعلى في التفتح والتسامح مثل تفتح وتسامح الفقه الإسلامي ، لأنها اعتمدت على كل المذاهب تقريبا.

سابعا : تعلم الطالب الباحث معاني المصطلحات مثل : الضابط والإستثناء والفروق والمقصد والوسائل والأصل والفرع …

ثامنا : تعلم الطالب الباحث حسن توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية  الحديثية وسلامة اقتباس النصوص والشواهد من مظانها.

تاسعا : تعلمه على مستوى المنهج كيف يبوب ويرتب وكيف يعلق وينقد ويرجح.

كيف نستثمر المعلمة في عملية البحث العلمي داخل الجامعة ؟

أولا : لأهمية المعلمة ولمكانتها المتميزة حرصت إدارة الجامعة على أن تكون موجودة وجودا ماديا داخل الجامعة ، وأعني بالوجود الوجود المكتبي والوجود الإلكتروني ، تتوفر منها نسخة حاليا داخل المكتبة ، مع نسخ إلكترونية ، والكل موضوع رهن إشارة الباحثين طلبة واساتذة.

ثانيا : حرصت الجامعة على أن يكون لها وجود تعليمي ، تكويني ، من ذلك أنها داخلة في المصادر والمراجع المقررة لمساقات الفقه والأصول والمقاصد في كل البرامج : الباكلوريوس والماجستيروالدكتوراة مستقبلا.

ثالثا : حرصت الجامعة على أن يكون لها حضور تحسيسي مثل هذه الندوة التي تنظمها جامعة محمد الخامس – أكدال – أبوظبي بالتعاون مع موسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والتي يشارك فيها   بعض الأساتذة الباحثين  برئاسة فضيلة السيد مدير الجامعة المستشار الدكتور فاروق حمادة وبحضور سعادة الدكتور أحمد شبيب الظاهري مدير مؤسسة زايد .

رابعا : يتمثل هذا الحضور التعليمي في صياغة الدروس التعليمية والتلقينية بحيث يمكنها أن توفر للأستاذ ما يكفيه في مجال التخصص.

خامسا : وفي مجال البحث يمكن استثمار القواعد – وهي بالمئات – في مجال تطبيقها على قضايا المال والأعمال ، ، والفتوى والقضاء ، والأحوال الشخصية ، والقضايا الطبية والمستجدات الفقهية المعاصرة ، فالكلام عن القواعد وتطبيقاتها على موضوعات معينة لا يعني أن تلك القاعة لا تليق إلا لهذا الموضوع ، حتى إذا زال الموضوع زالت ، بل التطبيق هو توضيح وزيادة شرح وبيان للقاعدة ويمكن تطبيقها على موضوعات أخرى.

طرق تقنية للتعامل مع المعلمة :

يهمنا هنا الاستفادة من المعلمة ، ونعني بالاستفادة طريقة استخلاص المعلومة بأقصر جهد وبأقل تكلفة زمنية ، وجدت المعلمة للبحث العلمي ، وقد وضعت للباحث طريقان : الطريقة الأولى إلكترونية ، وهذه الطريقة سهلة جدا ، وميسرة جدا لمن عرف كيف يستغلها ، فبمجرد تسجيل المراد والضغط عللى الزر يخرج لك ما تريد.

أما الطريقة الثانية فهو الكتاب المطبوع ، وهو حوالي 41 مجلدا ، ولم يغب عن واضعي المعلمة عملية تيسيرها للباحثين حين وضعوا لها فهارس ، لا أتكلم عن فهرسة كل جزء من أجزاء المعلمة ولكن أتكلم عن الفهارس العامة ، ولأهميتها شغلت ربع كم المعلمة ، يعني أنها تشكل 1/4من مجموع 42 مجلدا .

ماذا في هذه المجلدات ؟

تبدأ الفهارس بالمجلد 34 ،  وهذا الفهرس بدوره يحتوي على فهارس ،  فهرس للآيات القرآنية ، وفهرس للأخبار ، وفهرس للأعلام.

المجلد 35 مخصص لفهرسة القواعد وترتيبها ترتيبا ألفبائيا ثم يعين للباحث أين توجد في أجزاء المجموعة ، مثلا قاعدة : ( إذا كان الثقة حافظا لا يضره الإنفراد ) توجد في حرف الألف ، وإذا كثرت القواعد بحرف الألف ترتب على الحرف الثاني وهكذا.

المجلد 36 ، من هذا المجلد تبدأ عملية فهرسة القواعد على جذور الكلمات ـ وترتب ترتيبا ألفبائيا أيضا على نفس الطريقة السابقة ، مثلا : ( البدل يسد مسد الأصل ويحل محله ) ، الكلمة هنا هي ( الأصل ) تجدها في حرف الألف .

( إيماء الأخرس خِلقة كالبيان باللسان ) هنا كلمة ( بيان ) تجدها في حرف الألف وهكذا.

بدأ هذا المجلد من حرف الألف الى حرف الجيم

المجلد 37 هو امتداد لعملية فهرسة القواعد على جذور الكلمات ، بدأ من حرف الحاء إلى حرف الزاي.

المجلد 38 من حرف السين إلى حرف العين.

المجلد 39 من حرف العين إلى حرف القاف.

المجلد 40 من حرف الكاف إلى حرف الياء.

المجلد 41 ، يحتوي على عدة فهارس ، فهرس للقواعد بحسب أسماء مؤلفيها ، وفهرس لتراجم الأعلام ، وفهرس للمصادر والمراجع ، وفهرس للموضوعات.

وفي النهاية نقول ( إن المعلمة مغنمة ).

 

2 تعليقات على “المعلمة والبحث العلمي أ.د. محمد خروبات

  1. السلام عليكم استاذي الفاضل نشكرك جزيل الشكر على هذا الموقع الذي وضعته للباحث خصوصا وللمفكرين عموما فبارك الله لكم في علمكم وجعلكم منارة للعلم وللباحثين اريد استاذي ان أمكن ان نتوصل بهذه المعلمة وهل هي موجودة في الشبكة العنكبوتية اذا كان بودكم افادتنا فجزيتم منا جزيل الشكر ووفقكم الله لما فيه خير الدين والدنيا وأدمكم الله للعلم ونشره

    1. وعليكم السلام ورحمة الله
      المعلمة مصدر مهم ومرجع غني ، وهي اسم على مسمى ، فهي فعلا ” معلمة ” يمكنكم تحميلها من النت ، اكتب ” تحميل معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية ”
      بالتوفيق غن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *