عنوان الكتاب : علمية علم الحديث / الطبعة الثانية

المؤلف، : الأستاذ الدكتور محمد خروبات

الناشر : المؤلف

الطبعة : الثانية

الطبعة : 2018-04-01

عدد الصفحات : 384

عدد المجلدات : 1

رقم المجلد : 1

فئة الكتاب : علوم الحديث والسنة , علوم السنة والحديث

وصف الكتاب :

المقدمة العامة للمؤلف :

بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم وبارك على محمد القائل في حديثه إلى يوم الدين: “يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين”، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وبعد :

فهذا كتاب بعنوان “علمية علم الحديث” أقدمه في طبعته الثانية بعد أن نفذت الطبعة الأولى التي صدرت عن مطبعة وليلي على صاحبها رحمة الله سنة 2001م، وكانت بعنوان “محاضرات في علم الحديث”، وقد استفاد طلاب العلم في مادة علم الحديث من هذا الكتاب لسنوات عديدة، لكن الظروف اقتضت التعديل والتنقيح والمراجعة مع الإضافة والترميم بما يستجيب للحاجة العلمية وللتحديات التي تعرفها السنة النبوية في هذا العصر.

أما علم الحديث فهو علم لا يستغني عنه طالب العلم، وقد قربناه بلغة سهلة، وبأسلوب ميسر من دون الخروج عن لغة العلم وصنعته، وقواعده ومسالكه، حاولنا إثارة المسائل العلمية والمنهجية، والقضايا الأساسية في المعرفة التي من دونها لا يستقيم العلم علما، وقد وفقني الله تعالى إلى أن أضيف إليه مباحث منهجية أخرى نضجت على التراخي .

ومما تجب الإشارة إليه أن للمنهج النقلي الذي رسمه هذا العلم خصوصية وتميز ،ذلك أن العمل العلمي ينقسم فيه إلى قسمين : قسم عام يروم جهة الدراسات العامة في العلم، يقدم المعرفة في صيغتها الكلية، وقسم خاص يركز على بحث جهود الأعلام كل واحد بشخصه، المعرفة تبدأ من العام إلى الخاص، من كليات العلم إلى جزئياته، وهذا الكتاب هو انعكاس لذلك، فهو سلسلة من المحاضرات في الدرس الحديثي العام يبدأ بها الطالب، وعليها يعول الباحث المبتدئ في التلقين، أما الدراسات الخاصة في العلم فهي من جنس ما قدمناه في عملنا حول دراسة جهود أبي حاتم الرازي في السنة النبوية ، والتي بسطناها في أجزاء أغلبها مطبوع وهو رهن إشارة الباحثين، والباقي قيد الطبع، والمعرفة العلمية في العلم إنما تروم جهة الدراسات الخاصة لا العامة، الدراسات العامة هي مقدمات وممهدات تعطي للباحث ولطالب العلم الخريطة العامة للعلم معالم”العلمية” في علم الحديث، إذ لا يستقيم الكلام عن العلمية من دون الكلام عن علم الحديث، كما أن الكلام عـن علم الحديث لا يستوي قائمـا إلا بالإدراك التـام لكُنْه الحديث النبوي الشريف وحقيقته، ومن خلال هـذه الخريطة حاولنا رسم وهو ما حاولنا القيام به في هذا الكتاب .

بُني هذا الكتاب على عشرة مباحث جامعة، بُدِئتْ بمقدمة عامة، وأُنهيتْ بخاتمة وفهرسين.

-المقدمة العامة : تضمنت الإشارة إلى قصة الكتاب وأهميته للطالب المبتدئ وللمتعلم الراغب في اكتساب معارف علمية ومنهجية في هذا العلم، مع بيان القصد من تأليفه وإخراجه، كما تم وضع الكتاب في إطاره الكلي داخل مجمل اهتماماتي بعلم الحديث وطبيعة مباحث الكتاب، كما تضمنت أيضا بعض التوجيهات العلمية والتربوية لطلاب المادة .

المبحث الأول وهو بحث تمهيدي، عالج وضع السنة النبوية من حيث الدلالات والرتبة والحجية والضوابط والخصوصية .

المبحث الثاني في علمية علم الحديث، تم الكشف فيه عن الغاية من العلم، والهدف من وجوده، والمصادر والموضوعات والمصطلحات والأعلام والمنهج والتعريف، وهي قضايا منهجية تدل على العلمية وتكشف على خصوصيتها.

المبحث الثالث تم الكلام فيه عن وضعية السنة النبوية بين الكتابة والتدوين الرسمي، ولمعالجة هذا الإشكال بسطنا الكلام فيه عن  وضعية السنة النبوية على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والترجيح بين أحاديث الأمر والنهي ، وعرض أدلة كراهة كتابة الحديث  ومبرراتها، وأدلة إباحة الكتابة ومبرراتها كذلك .

المبحث الرابع : هو في طريقة خروج الحديث إلى الوجود، من جهة أوجه تحمله وطرق سماعه وكيفية ضبطه وعناصر تأديته، وقد بُني هذا المبحث على عشرة عناصر .

المبحث الخامس: هو في دراسة تجمع بين “الوصف” و”التطبيق”، من حيث الوصف  قدمنا أحد مصادر السنة النبوية المعتبرة والمقدرة، وهو كتاب الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري عليه رحمة الله، عرضنا الكتب التي يتضمنها الجامع وعددها ستة وتسعون كتابا، كل كتاب استقل بموضوع معين، كُسرت الكتب على أبواب، وكل باب أودع فيه البخاري بفقهه ما يليق به من حديث، أما التطبيق فقد اختـرنـا له كتاب العلم من الجامع، وذلك لما للعلم من صلة بموضوع كتابنا هذا، عرضنا أبوابه وموضوعاته، والصحابة الذين عليهم مدار الرواية في هذا الكتاب، وبيان القواعد الاصطلاحية للبخاري في كتاب العلم.

المبحث السادس: أثرنا فيه موضوع ” الطبقات ” من حيث الدلالة الاصطلاحية والتصانيف، وطرق المعرفة والفوائد، ثم بحث طبقة الصحابة، وطبقة التابعين، وطبقة أتباع التابعين، كل طبقة وما يلزمها من خصوصية منهجية ومعرفية.

المبحث السابع : خصصته للحديث الضعيف  وأنواعه، من مثل المدلس والمعلل والمنكر والشاذ والمدرج والمضطرب والمقلوب والغريب والفرد، وقد خضع كل نوع من هذه الأنواع لخطة منهجية في العرض مثل : التعريف والتأليف والأقسام، و بعض الأمثلة عليه، وتمييزه مع ما يشبهه أو يقابله إن كان الأمر يقتضي ذلك.

المبحث الثامن: خُصص لبحث موضوع “مختلف الحديث” من حيث الاسم والمعنى والأهمية والمزايا والمصنفون فيه، وكيفية معالجة الاختلاف مع بعض التطبيقات عليه.

المبحث التاسع : أُفرد لبحث “أسباب ورود الحديث” من جهة المعاني والدلالات، والحجية والأهمية والفوائد والأنواع والأشكال والضوابط والمصنفون فيه .

المبحث العاشر والأخيـر ففي “الناسخ والمنسوخ من الحديث”، وذلك من جهة التعريف والتصنيف مع التقويم، والإشارة إلى الضرورة والأهمية، ومحل النسخ وزمنه، وشواهد وأمثلة عليه.

أنهينا الكتاب بخاتمة عامة، أجملنا فيها الكلام عما تقدم من مباحث مع بيان البواعث الدافعة لفعل ذلك، مع فهرسين احدهما للمصادر والمراجع مرتبة على عناوين الكتب على حرف المعجم، وفهرس لموضوعات الكتاب .

تلك عشرة مباحث كاملة، طبيعتها أنها : بنائية وتذكيرية، وتأطيرية، وتعليمية تكوينية واستشرافية.

بنائية لأن كل مبحث هـو مبنـي على سابقه، وتذكيرية لأنها تذكر الطلاب بالمعارف السابقة التي حصَّلُوها في علوم الحديث والسنة، وتأطيرية لأنها تؤطر تلك المعارف في قوالب منهجية، وتعليمية تكوينية تضيف إلى معارف الطلبة أشياء جديدة تنضاف إلى معارفهم السابقة، واستشرافية مستقبلية تفتح لهم آفاقا معرفية رحبـة في الباب، وذلك إيمانا منا بأن المادة المدرسة تشكل حلقة وصل بيـن مباحث في علم الحديث، بعضها دُرس وبعضها الآخـر سيقدم في المراحل الجامعيـة اللاحقـة، ذلك أن عقل الطالب لا يمكنه أن يستوعب كل المعارف والفنون المتعلقة بهذه المادة إنما يأخذها بجرعات منتظمة تُراعـي القدرات العقلية للطالب والمستوى الدراسي الذي هو فيه، ويتحكم في كــل هذا الغلاف الزمني  المخصص للمادة.

        حرر بمراكش الحمراء في 13 رجب  1439ه

                  الموافق ل 31مارس 2018م